dimanche 3 novembre 2013

لنقف بوجه المراَة

15 août 2013, 22:23
اذا لم ندمّر بأعماقنا كبرياء عمياء
نظلّ نحطّم ما تودّ الروح أن تصنعه حياء
نغذّي العداوة برغم الاخوّة ووحدة الدّم
نتمادى في الطّغيان نصنع العار والهمّ
نتيه في وضح النهار نهرب من أنفسنا
نمدّ أيدينا لمن بالامس داس عرضنا
نبيع بذلّ ما يمنح العزة اشراقا وحياة
نورث ونورّث العار فنزيد ظلمة الماساة
بعمقنا نخفي عجزنا بضحكة ساخرة
نلصق الفشل بمن معنا بنظرة ماكرة
بضعفنا نثقل من بعدنا بمسؤولية فاجرة

فهل نقف لوجه حقيقة بيننا قائمة
نتجاوز بجرأة مأساة أزمة عائمة
ونحيي حبا من الامّ أخوّة دائمة
ونصنع من الحاضر بسمة حالمة
ونشقّ بالغد طرقا للافاق غير اثمة
فلنسال ايامنا لماذا نحن فاقدي بعضنا
ولماذا السفر الذي يمزق بالايام وحدتنا
ويضيع غدنا لنربط الى الابد بذيل غيرنا

فلنعد الى انفسنا ولنقرا عالمنا وايامنا
فمن اسال دمعة اليتيم غير قساوتنا
فسقت ايامه بحضورنا حزنا طويلا
من شوّه بسمة البراءة غير سخريتنا
فغابت عن الحياة يعوّضها العويلا
من داس زهرة الكرامة في امتنا
فغدت بالانتقام تجعل الشريف ذليلا
من حطّم فتنة بالعمر سر ارادتنا
لتلد الامة في كل مرة جيلا عليلا
من فتت لحظة حضور العصر بوعينا
فاصبحنا نسقى بعضنا حقدا غليلا

نرضى بتفاهة تختفي وهي سافرة
تدّعي الشرف وهي للجميع عاهرة
ترجم ابنا عفيفا لم يلب لذة لها عابرة
من غيرنا تائه بزمانه وان كبر العذر
ضخّم التّافه سذاجة وأقلع الشجر
من غيرنا عاشق بالذل لغة فخر
وابناؤه اصبحت لماَدب السادة نحر
من غيرنا يبكي على ايامه وهي هدر
وان ظن به وشم اضحى عمره سكر

نحرق الغلة ونشكو حماقة قلة المطر
نغني للحرية ونوقّع بايدينا سلطة القهر
نسرق كحل العمى وندّعي اننا الحور
بضوء الشمس نحيا الظلام ونترقب القمر
كل ما عندنا محرّم وحياتنا كلها ضجر
فكيف ان كنا من الصخر نريد المطر
نرفض السهل كبرياء وبعجزنا نواجه الوعر

نؤلّه الرجولة مرضا ونخشى الغدر
ونغمس الانوثة دعارة ونعظّم القدر
ونخنّث الطفولة لعبة ونبكي الفقر
نقتل الكلمة خوفا وجهلا ونمضغ الشعر
نصنع من هزائمنا ولائم ونضحك دون ضجر
نعجن بأحيائنا وهم قتلى أبطالا بلا نصر
ونعشق الاطراء ويعرف الساكت انه مكر
نبيع الشرف ونعصر ما بقي للاطفال خمر
ونسكر الجميع والجميع سكارى وان هجر

عرب نحن ام مسخ العرق فصرنا اقنان
ام نحن هم الدين والدين عندنا اديان
ام ما هو منزّل فيه نقاش واللغو  قران
ام نحمل همّ الانسان تهوّرا والدّور أعيانا
ام جميل ان نسهو دائما وهو محرّم احيانا
للجاهل وللسفيه عذره وللمجنون شقاء
لانه في كل شرع حقّ مباح يجوبه الرعاء
للمعتوه سلطة واستخفافا يفرض الولاء
تجفف الكلمة الحرة وان فهمت تشنق
وان لم تستسغ ففي الارحام تختنق
وما عند السادة وان كان هراء يعتنق

نظل نطهّر مقدّساتنا من بولة الاعراب
وان لم يفعل خوفا فانه واقف بالباب
كل بفوضاه وان تحرّك يختفي بالكتاب
فالسيد قن والقن سيده والحر بلا عتاب
العار ظلم وان سكت اهل الشرف حياء
والذل يهواه الانذال وان بدا الكرم لهم رداء
والحق يعرف اصحابه وان تطاول السفهاء
والدهر كاشف الجور والصدق في الغيب عطاء

لنقف بوجه مراَة الزمان نتامل عمق ذاتنا
فالصورة انعكاس واهم  وليست حقيقتنا
واللون حالة وان كان الوجه بابا لاحوالنا
والشكل ظاهر والرسم مظهره وبينهما سرنا
الواننا الباهتة بالمراَة تقابلها بالزمان الوان
فاي لون نجيب حقا ان نطق المكان
ام نقبل الوهم بلا نور بعيدا عن الامان
فكيف و مراَتنا باعماقنا نتجاهلها خوفا
وقراءتنا في الصمت نفيا ومع المراة زيفا
نرفض الوان الربيع والواننا باعماقنا صيفا

فهل نسال المراَة ونحن بالسر نهابها
ام نكشف انفسنا والتاريخ ردم اغوارها
ام نفضّل اللعبة لنبقى اطفالا تعشق لحظتها
ويعلو صراخها فتجهل بسؤال الزمان حقيقتها
وكلامها لغو وان نطقت فهي صماء وبكماء
لا ترى الاّ نفسنا ولعبتها بغريزتها العمياء
بالت بمنبع روحها فمسخت صورة صماء
فمن يقرا من وهل عرف القراءة غير الانبياء
ومن يسال من وهل وقف بباب الحقيقة غير العلماء
وامام اي مراَة نقف وهل راى الحق غير الحكماء

المدينة : رؤية اخرى

6 août 2013, 18:31
الا تستحق المدينة رؤية اخرى؟                                                                                                                                         لقد تعقدت مع الزمن المفاهيم وصعب ادراك الامور او القبض عليها وبالتالي التحكم فيها, لانها تستوجب استحضار كم هائل من التطبيقات والبرامج والاليات المتعددة , وفي حالة الفشل تصبح الفوضى والتشوه وانعدام النسقية وكثرة الصدامات وانحسار السقف وزيادة الازمات المحبطة امرا واقعا . قد تشمل هاته القاعدة اي امر او موضوع او حقل من حقول الحياة المختلفة . واذا اعتبرنا المدينة موضوعنا للتشريح ,فانه نظريا , وبعدما اعتبرت المدينة في السابق تجمعا سكانيا , اصبحت فيما بعد تنظيما عمرانيا , وانتقلت الى امتداد متعدد الانشطة , لكن مع التطور الحاصل بها ,وتعقيد الحياة عموما باشكالها وطبيعة الثقافات والتنظيمات  السائدة بها ,والمساحات المحيطة بها والمجال الواقعة به والفضاء المتحركة فيه  , واصول وانتماءات سكانها ومتردديها ومريديها السوسيو ثقافية والاثنو-جغرافية, والمنظومات المختلفة المؤطرة لها, والعمليات الكبرى التي تتم داخلها وعليها , لم تصبح هناك مدينة واحدة وانما مدن داخل المدينة الواحدة وبالنسبة للمدينة الواحدة , مدينة النهار ومدينة الليل المناقضة لها ووجهها المظلم.ان مدينة النهار مكشوفة وباستمرار للتقهقر والتحول ,معروضة للاستهلاك المباشر والنقد العام , والحركة المتزاحمة وهستيريا الفئات المختلفة وفي الاماكن المتعددة والمتنوعة - وكل له ملاحظاته الغريبة حولها...- اما مدينة الليل, مدينة الظلام  باحياء محددة أوالانوار الخافتة لشوارع بارزة أوالمساحات المنارة بشكل مرهب . تكثر فيها الحركة حول المزابل لحاجات خاصة ,وتعج فيها الاماكن المهمشة والخفية من اجل ممارسات تعتبر قبيحة وشاذة ,وتتشكل التجمعات بالقرب من اعمدة الكهرباء من اجل ممارسة لعب تقليدية الية تعطل العقل وتفسد حتى نوم السكان القريبن منها, بعدما تم التقاط علب الكارتون لافتراشها واقتلاع ارضية الارصفة وبعض ادوات الورشات البنائية بالمدينة للجلوس والاتكاء عليها , واستخدام كل ما يصلح لذلك-قارورات ماء فارغة واكيالس بلاستيك او افتراش الارض , او الاصطفاف على الارصفة وبجانب البالوعات والخوض في الاحاديث المختلفة من الدين الى السياسة الى الجنس الى الامعقول...- تتشوه بها الاجساد والاشخاص-, وهناك مدينة المراهقين الصانعين للازعاج والانزعاج لاجيال سابقة عنهم بصراخهم واصوات دراجاتهم النارية واغاني غريبة الازمنة والمواضيع بمكبرات سياراتهم وأبواق شاحناتهم كمنفس لضغوطات بعوالمهم الداخليةومكبوتاتهم, ومدينة الاعراس والمواكب الجاذبة للانتباه والخارجة عن النص المدني يمتزج فيها الفولكلور بالحداثة الفجة, ومدينه اصحاب النظافة وهم يوقضون السكان دون طلب منهم او انتباه لاْزيز عجلات نقالاتهم , ومدينة الادارة المنغلقة على نفسها ومعطياتها واحصاءاتها الجافة وقراراتها التقنية المعطلة بين الملفات والادراج والقاعات ,ومدينة النساء والعجائز بتقاليدها وفولكلورها ونهمها في تجميع كل ما يعرض للبيع,لا علاقة لها بالمعرفة والمدنية ومشكلة الحضارة والعولمة, ومدينة التلاميذ والطلبة الذين يعتقدون وهما ان ما يمنحهم الاستاذ في الحجرات هو مادة معرفية فاعلة في الحياة التي طحنت معلمهم , ومدينة الشيوخ الباحثين عن اماكن للجلوس الهادئ حيث يتمكنون من ان يخبؤوا قطع الكارتون في الاشجار للجلوس عليها في الايام الموالية , ومدينة الاغترابيين الذين تقذف بهم كوابيسهم واحلام نهارهم الى عوالم افتراضية يتماهون  لينفلتوا من خلال سلوكات سوريالية لا علاقة لجسد صاحبها مع عالمه وحقيقة واقعه وازماته الحادة ,ومدينة المثقف الواهم بامتلاك المعرفة وفهم الحياة والباحث عن فرصة تمكنه من ان يقهر الاخرين بخطابه وهيأته واحكامه لتمنحه شرعية الوجود السلطوي, ومدينة المنسيين وهم كثر مرميون بالمشتشفيات ودور الاجتماع والطفولة ومساحات الترفيه... ومدينة الاطفال التي تتم في الغالب بين كابوس السطة الابوية او التمرد وتحويل الاشجار وكل ما يصلح للعب والسخرية وازعاج الكبار عمدا ان يتم , ومدينة الناقمين الذين لاتتجاوز حياتهم الشارع الذي يمرون به ومل التسوق المألوف, ومدينة الحمقى والمجانين والمتسولين والغرباء والمتسللون الذين يعرفون خبايا الناس والمدينة في غفلة من اهلها ,ومدينةالوجود الاستعماري و الذاكرة الشعبية والموروث الفولكلوري الثقافي والسرد الشفوي,ومدينة الاحياء المختلفة حيث تباين المفردات وعالم الاشياء والتسميات واضحا, يحدد الانتماءات الثقافية والعرقية والعائلية والجغرافية ,ومدينة العمران البرجوازي الشاذ الموضوع دون هوية وامتداد بالمنطقة ,والمدينة الريفية داخل المدينة ... ان العملية تتعقد ويصعب معها امتلاك تصور مركب للمدينة من اجل طرح مسائل متعددة للمناقشة  كالثقافة بالمدينة أو القيم المدنية أو التنظيم العمراني... لاشكال المدينة المتعدد  والمتناقض والمتضاد , انها المدينة التي تتارجح بين التفكك والتمزق والتصادم لوحداتها وعناصرها ومكوناتها المختلفة من جهة, والوحدة الافتراضية المتعددة بحسب الشرائح الاجتماعية والفئات والاجيال المختلفة من جهة اخرى. انها المدينه الباحثة عن نفسها وهويتها وفضائها التطوري , من اجل تحرير الفرد من حالات الاحتباس النفسي والعصبي والذهني والمعرفي وحتى الجسدي , والمحاصرة للامكنة ولعالم الاشياء بها ...انه ومن اجل رؤية اخرى أملا في انبثاق حياة مدينيّة ومدنيّة يجب التفكير في فتح نقاش ممنهج قصد الوصول الى صياغة اشكالية مستقبلية للتطور العمراني والحضاري قد تتفتح منها انساق للحياة اكثر نضجا وتطورا , تحرر الوعي وتخلق التمازج بين الالوان المطروحة سابقا , فتعانق مدينة الليل مدينة النهار من خلال التفاعل بين الاجيال والانماط والاذواق لخلق فسيفساء عمرانية بهوية متعددة الابعاد وافاق مستقبلية حالمة

الحياة اغنية عمر

13 juillet 2013, 11:51
حياتك اغنية عمرك
عودها ما بدا لك انه شخصك 
واوتار لعبتها الدائمة اعصابك
وصوتها شهيق وزفير محطات عمرك
ولاعبها قد تكون انت وقد يكون غيرك
وانغامها اما جميلة او عادية او مقرفة لزمانك
مضمونها سذاجات وحماقات وجنون سرك
تراكبب نصوصها طيبة وشذوذ وكبرياء نفسك
خشبة تمثيلها اروقة ودهاليز خفايا عمقك
والواحها بقايا التاريخ ولمسات كوابيس احلامك
والوانها خليط من انعكاسات ظلمة مخيالك
وموضوعها تداخلات لفقرات من انغلاقات  ذهنياتك
ومادتها عجائن وتراكيب غريبة من تعقيدات  نفسياتك
فهل بهذا مدلول ومعنى لحياتك
وهل هناك ولو نغمة سامية لجميع اصواتك
ام هي ضجيج ومزيج وفوضى لا تقع الا بعالمك
وان كانت غير ذلك فمن يسمعها ويسمعك
ان كانت نغمة سينفونية فانها ستهزك وترقص ذاتك
وسترتقي تسابيح صلواتها اذكارا لمعبودك وخالقك
وسيتتبع صداها ورناتها محبك وعاشقك
وسيرددها الزمن لحنا وجوديا لاجيال بعدك
فعمرك اغنية حياتك
ان كنت تصنع من ذاتك اغنية لذاتك
وترقص نفسك وروحك في سماء طموحاتك
هو العمر وحده مساحتك ومساحة لك
فاصنع به ومنه وفيه اغنية لاحبائك
فنغمته سيرددها ويحفظها من يعشقك
وعلى اوتارها سيرقص من رافق سر روحك
واسكنته انت ودا اعماق قلبك
فالعمر معه ومنه وله لانه عهدك
فردد النغمة ما استطعت سرا او علانية فانها اغنيتك

الاستيلاب حتمية تاريخية أم غياب وعي

5 août 2013, 13:19
ان كثيرا من الشعوب, والمجتمعات, والجماعات ,والافراد ...خاضعة في حياتها لهيمنة مراحل تاريخية كبرى, غالبا ما تكون ممتدة او متقطعة ومنقطعة ,يمكن اعتبارها  مراحل فارغة في عمليات التطور, تتعطل فيها اليات التفاعل مع الحياة والقضايا الكبرى المهمة والمصيرية , فتطغى عليها الفوضى والضبابية والتراشق بين عناصرها والتعجرف على الرموز , فيتحجر عندها التطور التاريخي, وتلجأ بذلك الى استهلاك الفائض الذي انتجه غيرها ,اما اجيال سابقة وتاريخية ,أو شعوب ومجتمعات اخرى معاصرةلها وانية , هذه الاخيرة تعمل على التخلص مما يعيق استمرارية تطورها و تصديره, بحثا عن مساحات جغرافية وبقافية ومدنية وسياسية فارغة , يحكمها الفقر ويمكن استغلالها وتوظيفها واعادة صياغة عالهما وحياة شعوبها, فتتأسس بذلك التبعية لمنظومات تاريخية  وغريبة , وافدة واجنبية, ترهن هوية ومصير التشكيلات السابقة -افراد, شعوب ,مجتمعات وجماعات
ففي الحالة الاولى-هيمنة الاجيال السابقة - تلتهم  هاته التشكيلات التراكمات التاريخية وتراثها ,واساطيره, وخرافاته, وسحره ,وحماقات اهله , دون قدرة على ضبط وادراك اليات تطوره التاريخاني , تمكّنها من قراءته او فهمه او الحفر في اعماقه وتحريره من اللامعقول, وتخضع بذلك- هذه التشكيلات حتى لا نقول البنى- لاليات القوانين الكبرى للتاريخ بحتمياتها واكراهاتها وقهرها , ,او  التّوفيق في رسم معلم لخلفياتها أو حقل لحركتها , او أفق لتصرفاتها ,صناعة توازن واسقرار نسبيين يكونان شرطا لفرصة انطلاقها او اللقدرة الى الوصول الى استيعاب للمسالة التاريخية ,او ايجاد حل لمشكلة الهوية عندها  والتي تمزق انسجتها وتغذي صراعاتها الدائمة مع بعضها وتحرمها من ان يكون لها راء ومقف واضحين من القضايا الحرجة
وفي الحالة الثانية -مجتمعات ومدنيات معاصرة- تجمّع ما يصلها من فائض مادي ومعرفي وتقني.. , دون انتباه لاختلاف السياق التاريخي والحضاري والمدني للمجتمعات والافراد والدول , وأن ما أنتجته شعوب الفائض -تاريخيا او حضاريا- انما تم استجابة لاشكالياتها وقضاياها المطروحة عليها بملكات وقوى ومواهب ابنائها واجراء عمليات جراحية كبرى لتاريخها وواقعا وقناعاتها , وصولا الى درجة من الابداع  الذي سمح لها بتجاوز المشكلات الناريخية المعقدة عندها وربما لدى الكثير من الشعوب الاخرى احيانا ,ومنحها فرصة اخضاع الاخرين -الذين يقعون خارج عوالمها ومدنياتها- الى اليات نظام توزيع العمل الاقتصادي بغض النظر عن الايديولوجيا المنتهجة في صياغة وتاطير العقل والانتاج المعرفي والنظم بجميع اشكالها والتنظيمات المختلفة للحياة بما فيهاعالم اللذة والمتعة والرفاهية والغريزة والجسد ,فتجعلهم امتدادا لها ومساحات للخضوع , لذا فانها لا تصل الى احداث نسقية فيما التهمته او جمّعته ,بعيدا عن اخراج نموذج متميز مناف او موازي للنماج المهيمنة على العالم
ان البنى الثقافية واللغوية والمعرفية والاجتماعية والعمرانية كاصحابها , عاطلة ومؤجلة الاشتغال الى حين , تعيش حالة جحاوية-نسبة الى حجا- او دونكيشوتية -نسبة الى دونكيشوت-,  - فتتنتج وضعا يطبعه الفقر والتطفل والطمع والاحتيال والتزوير على اغلب المستويات الخاصة والعامة , دون حصول ادراك لديها , ذلك  لغياب الانا المتحررة من اللاوعي التاريخي , وهو ما يجعلها وفي جميع الاحوال لا قيم عندها وان تلفظت بها, ولاتستطيع الالتزام بها وان حاولت, لانها تعيش الاستيلاب والخواء الداخلي وانعدام اللحظة التاريخية للتطور
يزداد التشوه في هاته الوضعية -حتى على مستوى عالم الاشياء- بعثرة , فوضى , تكديس,تلطيخ, فيكثر العداء والصراع والتزاحم بين عناصرها ,وتثقل الحياة عندها بمللها  وانفعالاتها,وهو ما يؤدي عندها اما الى
تكلّس منظوماتها التربوية والاجتماعية واللغوية... فتنشر البخل والخبث والفساد,وتعطّل ملكاتها ومواهبها , وتدعم  البلادة والسذاجة والغباء والتهور والتعجرف والحماقة, و يصعب بذلك عندها التفكير والتعلم , فتستجيب لنزواتها المباشرة واللحظية المحكومة بطبيعةالمكان , يغيب عندها المعنى والرمز فتلغي الاخر طبيعة او انسانا اوتنظيما ,فتصبح بعيدة عن نظم الحياة المتطورة و المعقدة-,لذا فهي لم تستطع ان تنتج او تملك نظاما بسيطا متجانسا وفعالا في حياتها حتى في الامور التي تبدو عادية,وامام كل امر تبدأ من جديد لانعدام التراكم والتجربة  , فلا تتعلم من خطئها , لانها لاتدرك الفاعل الحقيقي في الحياة,سلوكاتها طائشة ومبعثرة - العمران اللغة العلاقات الحركةالعامة- لا يتكون عندها تصور سليم عن الحياة لذا لا تلتزم بالحدود ولا تدركها, تشتغل بالاخر الذي يختلف عنها فتعلق عليه او تسخر منه او معجبة به او معادية له دون سبب, تتحدث في كل الامور دون فهم ووضوح و بنفس اللغة التي لا تميز بين العناصر و المواضيع والحقول لان ليس لها فكرة عن كيفية بناء الحياة ومراحلها ,والتطور وكيفية حدوث الحدود والفترات, ومتى تتم القطيعة وكيفية تشكيل العتبة لمرحلة لاحقة, او الى
تفسّخ ولقاطة لنظمها السياسية والاقتصادية والمؤسساتية التي تحول عبثا وحماقة هيكلة وصياغة الاجتماع العام واشكال الثقافة والتعليم والتنظيم العمراني والاهتمامات العامة , وتوهّما  توجيه الاذواق والرغبات بتفجير المكبوت والغرائز واعادة صياعة الجسد واللذة , وفق الية ميكانيكية يغيب فيها الوعي والفعل المدني الناضج والتوازن والاستقرار في البنى القائمة فردية,  جماعية او تنظيمية ,فتنتشر بها الهيستيريا بجميع حقول الحياة- سياسية ,عمرانية, ثقافية, تدينية...- , ويصبح التدافع والاحساس بضيق مجال حياة بالناس  طابعا عاما, فتزداد حدة التصادم بين العناصر والاطراف - في اي وضعية كانت ويستغنى الناس عن التفكير والتعلم والتهذيب والتعبد , لان هيمنة البروتوكولات ولغة المجاملة والمغازلة والمماهاة هي الطابع العام للحياة, يغيب الزمن والتاريخ ويلغيان معهما مسألة الهوية والالتزام بالعقود وتتشكل الشخصية الانية والصورة اللحظية , من اجل الاستجابة الالية لما يحدث دون تكليف أو الزام معرفي او وعي مسؤول , وبغياب الاجتماع, تفرغ الهياكل والبنى من مواضيعها و مضامينها - أسرة ,عائلة, مجتمع’ مؤسسة..  ويعوضه القطيع, ومعهما يغيب المستقبل والمصير والعواطف والقناعات , انه الاستغباء العام واللامبالاة  . هذه الوحدات والعناصر الاساسية لبناء الحياة والمدنية والحضارة والرسالة -الفرد, الجماعة, الشعب ,المجتمع ,الدولة ...-تتحرك باشكال فوضوية عبثية استجابة للقوى الفاعلة والحقيقية والغئبة عن المدركات والوعي العام , يحكها الوهم عندما تتوفر لها فرصة ممارسة السلطة فتسيئ للاخرين ,وتعيش الكابوس عندما تحاصرها الظروف وينغلق عالمها فتسيئ الى نفسها ,وتعيش الحلم فلا تدرك وهي تتحرك أنها تفسد . واما تعاملها مع واقعها وحياتها  فان العجز والضعف والفشل والعياء والركون الى الراحة والبحث عن الجاهز -حتى وان كان غيرصالح -,هي السلوكات السائدة في تعاملاتها وتصرفاتها كشكل من الامبلاة والعبثية والاستهزاء والاستخفاف بالامور, تميل الى التهريج والقذف والسب والشتم في كثير من الاحيان للذي لا علاقة لها معه -السخرية -تعشق التفرج على الاخر والتحدث عنه - الغائب المهيمن على حياتها
  ان انعدام الجدية والعجز في اتقان العمليات مسألة مهمة في احداث تشريح اجرائي للحركية الاجتماعية والاقتصادية لهاته التكوينات وعلى مستوى الحقول المتعددة و المنخرطة فيها - ثقافة , اجتماع,سياسة, اقتصاد..., لانخفاض مستوى اهتماماتها, انها تعيش التفكك الدائم ومحاولة اعادة التجميع لنفس الصيغ السابقة تحت ضغط المخيال الجماعي والضمير الغائب, لذا فهي تعيش هاجس الوحدة الغائبة والقيم المطلقة , او تعيش التقليد والسرقة والتماهي مع الغائب .ان مساحة الاشعور واللاوعي واللاارادي والمكبوت عندها كبيرة ولا تمنحها الفرصة للتفكير والمراجعة والنقد والتعلم , فكيف بامكانها ان تصل الى احداث تجربة ذاتية متحررة من هيمنة التراث ومنافسة للمدنيات القائمة , وايجاد صيغ جديدة ابداعية محررة وهي تمارس التردد والارتياب والتهور والحماقات , مع تزايد فقدانها للاحساس كشرط اساسي للتفاعل الحي, وغياب الانتباه كملكة قاعدية للتفكير المسؤول

التفكير من حق طبيعي الى عملية مدنّية مركبة

21 juillet 2013, 20:15
 اذا كانت الاشكالية تعبير عن مستوى معقد من التطور المعرفي , وهي في نفس الوقت تداخل مجموعة مشكلات متعددة,وبصيغ مركبة, لا تبحث عن حل لها , وانما تحتاج الى منهجيات محددة للتعامل معها , قصد تبسيطها او تفكيكها او اختزالها الى مصفوفات مشكلاتية, واستنساخ مشكلات فرعية او جزئية لها. لكن تتضح الاشكاليات التي يتم الاشتغال عليها بقدر الوصول الى مناقشات عميقة واستخدام ادوات فعالة , لانها تتجاوز مستوى الافكار , باعتبارها- يعني الافكار -متشعبة لدرجة التباين والتباعد  في  المستوى, ودرجة الوعي الحاصلة اثناء وبعد عملية التفكير , والاشكالية تتضمن في الغالب تناقضات بنيوية معقدة ,وجدليات متوازية , لا يمكن الغاؤها لانها هي روحها التي تستمد منها شرعيتها وتمييزها عن السؤال والمسالة والمشكلة, والتي بامكانها ان تحتويهم جميعا من خلال بنيتها
التفكير الية ذاتيةوراقية , لها علاقة باهتمامات الشخص وانتماءاته الايديولوجية وقناعاته الفكرية والفلسفية , ولا تتحول الافكار بالضرورة الى مبادرة , باعتبار ان المبادرة ذاتها محكومة بالوضع السوسيو ثقافي للاشخاص ومشكلاتهم وميولاتهم وبنيتهم السيكولوجية المعقدة , لذا فتفعيل الافكار يتطلب وجود استراتيجية عملية , تصل الى حد القدرة على دفع الجدال الى مستوى النقاش المفتوح ’ من اجل الوصول الى تاسيس ارضية سوسيو مدنية تقبل الاضافات وتجعل الافكار والمبادرة جزءا مهما من حركة التطور الحاصلة في المجتمع الناشئء, وفي حياة الناس , وبذلك يكون التفاعل والتجاوب اكبر وارقى واضمن لاستمرار العملية.  اذا كان التفكير عملية تمارسها الذات , كاشفة بذلك درجة من التحرر ومستوى من النضج , وحدّة ودقة في تبلور الوعي , فان المبادرة -في التفكير- على مستوى الفرد تعتبر جراة ومغامرة واستعدادا لتحمل تبعات نتائجها. لذا فالتفكير مسؤولية ذاتية واخلاقية , اما المبادرة فانها تاخذ مساحة اوسع وبابعاد متعددة تتجاوز الفرد لتمتد الى الجماعة والفئة والطبقة والنخبة والحركة , لذا فهي عملية تنظيمية وانضباطية ومدنيّة وتحتاج الى هيكلة, والا فانها تصبح مهددة وزاحفة نحو ما هو قائم ومستقر . فالمبادرة ترقى بما تصبو اليه - ومن خلال رموزها وخطابها وقدرتها على توظيف عناصر اكبر ومؤيدين جدد - الى مستوى الرسالات المنيرة والفاتحة للافاق, والمحررة للطاقات المعطلة, والمحفزة للهمم ,خلال ادوار جديدة غالبا ما تؤدي الى حصول جدل ونقاش ونقد وحركة في التفكير واعادة التنظير او الحاجة اليه . التجارب المدنية اثبتت ان قوة الحديث والتحدث والاستعداد للاستماع تسمح بطرح مضامين اكثر كثافة وعمقا, وتفتح مساحات جديدة للعمل وفضاءات اوسع للنقاش مانحة فرصا لاطراف متزايدة للانخراط في عملية دفع وتهذيب وتننشيط التفكير الاجرائي الى مستويات متطورة, عندها تبدا المواضيع بالتبلور ومعالم حقل المعرفة بالبروز للدخول في مرحلة الحوار والنقاش وامكانية التاسيس النظري لمرحلة لاحقة للمعرفة ممارسة وانتاجا . ان التطور المفصلي سيؤدي الى وضع عتبات جديدة تسمح بمماسة النقد والمراجعة , ذلك انه وعبر التاريخ البشري اثبتت التجارب ان ما اخرج الشعوب نحو افاق ارحب هو نفسه الذي اعاقها فيما بعد -في غياب النقد- وعندما تحول الى سلطة , لانه لم يسمح بالتطورات المفصلية واحداث قطيعة منهجية ومعرفية وحتى مفاهيمية, وهو ما سدّ الافاق والاحلام والامال والطموحات ( سواء كانت التجربة ايديولوجية او دينية او سياسية او فكرية او فنية او حتى عاطفية ...). اما من وجهة نظر تطبيقية ومحايثة للواقع , فالتفكير تنوع من استجابة لضغوطات حادة ونتائجه وخيمة امام السلطة المهيمنة على الحقل المصادر من طرفها, الى هواية لها علاقة بالطبيعة النفسية والسيكولوجية للذي يمارس التفكير- لكي لا نقول المفكر - الى ترجمة القلق والحيرة الدافعة الى انتاج كم هائل من الاسئلة, التي غالبا ما تشك فيما هو قائم فتصطدم مع السلطة ,والى انخراط في عمليات نضالية ورسالية تدعو الى تجاوز الاحكام السائدة ,واعتبر ذلك ثورة على الواقع, وصولا الى تحول التفكير الى مهمة مؤسساتية تنظيمية للانتاج المعرفي , تشتغل على اشكاليات محددة وداخل حقول مرسومة المعالم, تم توفير كم هائل لها من الادوات والمناهج والتطبيقات  ,امام مجموعة فرضيات واسقف من الاحتمالات والافتراضات وتوظيف للسندات بتقنيات واساليب محددة سلفا , وبعض المرات من اجل الوصول الى افكار وحقائق رسمت ملامحها مسبقا مع المعطيات المقدمة. لقد تغير التفكير من عملية يمارسها الهامش والمهمش, من اجل صناعة رمز منافس للمركز المهيمن ( سواء كان النشاط نبويا او فلسفيا او ثوريا او نشاطا ثقافيا عضويا,,,) داخل البنى والمنظومات  المختلفة القادرة على خلق وضعيات محرجة قصد التحرر, الى عملية مركزية وهيرارشية خاضعة لمجموعة استراتيجيات , التزاما ببرامج ومشاريع, واحتراما لتخصصات وحقول . لم يبقى التفكير ماساة او متعة او عمل جنوني او بطولي , بل اصبح وظيفة وحلقة مفصلية داخل منظومة محكمة توفّر كمّا هائلا من المعلومات والمعطيات وخلاصات للدراسات المتعددة ونتائج الابحاث والتعاليق والقراءات واشكال النقد المختلفة داخل مساحات مضبوطة ودقيقة ,سواء كان التفكير علميا او اكاديميا او فلسقيا ... ان تطور المدنية وتعقد نظم الحياة بقدر ما نشّطا العقل وضبطا التفكير بقد ما حوصر الاول( العقل) ضمن تصانيف ميكانيكية لغوية ومفاهيمية ,وصودر الثاني (التفكير) ونتائجه لصالح الهيئات الدوغمائية والايديولوجية واللاهوتية . ان عملية التفكير او(صناعة التفكير) بقدر ما تكاثف انتاجها بقدر ما حرمت الشخص البسيط من الفرصة او القدرة او الحق في التفكير (حتى امام امور خاصة له) وعلى هذا الاساس برز تصنيف حديث للقدرات , فالمؤسسة التربوية او العلمية او الدينية او السياسية او المجتمعية, بقدر ما عملت على تدريب الاشخاص على التفكير بقدر ما كانت نتائج الترتيب والتصنيف ماساوية صنعت التفرقة والتباين في الواقع . لقد اصبح التفكير عملية مركبة خاضعة لتوزيع العمل وفق النظام الاقتصادي السائد, وبالتالي فهي نشاط متعدد الابعاد وحقل صراع هام واساسي في عملية صناعة الحياة على الارض , ولم يبق التفكير فرصة متاحة للجميع او حقا من السهل نيله. لذا انتشرت السذاجة والبلادة والغباء والحماقة حتى لدى الذي تلقى تكوينا مدرسيا معتبرا او له مستوى ضمن هيرارشية التعليم والتكوين عموما ,فيمكن توظيفه من طرف الهيئات والقوى الفاعلة والموجهة لمصائر الناس , واما الابداع فلم يبق امرا يشد الانتباه والصانع للانبهار وانما اصبحت تحكمه الدقة ويتم على مراحل متعددة ومركبة ومعقدة يشتغل على جزئيات لا ينتبه لها ,لانه وببساطة اصبح مضمونا,ومحتوى, يخضع لتقنيات عالية واسرار غائبة امام الخطابات و الدعاية والاعلام الجماهيري الموجه للكتل البشرية الموظفة والمصاغة اعلاميا وايديولوجيا ودوغمائيا ( كتلا تعجز عن التفكير او افقدتها المنظومات القائمة ملكة التفكير الطبيعية) فاصبحت محتاجة الى وصايات تفكر لها وتقترح عليها المبادرات , وبذلك دخلت مرحلة العجز والضياع والبلادة , وشكل القطيع , وازدادت مساحة اللاشعور عندها على حساب الضمير والوعي

مقاربة جيوفيزيائية للواقع العربي الراهن

3 novembre 2013, 19:24
يمتد العالم العربي في التاريخ و في الجغرافيا بحجم الموروث المخزّن باعماقه ,والتجارب المتعاقبة عبر اجياله ,والثروات المتنوعة بمساحاته , ويتسع في التراث وفي السماء من خلال المدنيات التي عرفها والرسالات الكبرى التي يحويها ,ويكبر بشعوبه وباحلام اطفاله من خلال التنوع الثقافي والاثني وثقل الواقع وقساوته, ولكنه في نفس الوقت يتراجع بالانهزامات المتكررة لمن طرحت نفسها نخبا له و وصيا عليه ,و الاحباطات المتوالية لدى من انخرط في الامل بوعي او عفوية, و يضيق بحرمان الطيبين فيه من خلال تسليمهم بالامور سذاجة, والظلم المنتشر به عمدا وتعمّدا ,ويصغر في عين اعدائه اصحاب الاستراتيجيات الكبرى والمعطيات الدقيقة حوله وبمكنون تاريخه ,ومفسديه اصحاب النفوس المريضة والمكبوتات المشوهة. انها جدلية الواقع العربي المتارجح بين جاذبية المشارق المقطّعة و المتمزقة والمغارب المتباعدة و المتباغضة,وتصادم مصالح القوى الخارجية المتعددة والموجهة لما يحصل فيه من تحولات عميقة بما يلائم ايديولوجياتها وفلسفاتها ورؤاها المستقبلية, و لا يظهر - على السطح - الاّ انعكاسات ارتدادية لها , تتحول الى رعشة عند اهله وبعثرة في عالم اشيائه وتداعي لأبنيته الموضوعة شكلا ودون اسس قائمة ,وتآكل لنظمه الملفّقة , فتفقد اللغة المستخدمة عنده مدلولاتها أمام الدهشة ,والانبهار,  وحالات الاغتراب المهيمنة ,والصمت الرهيب, وزيادة حجم الفساد
ان التعبير الفولكلوري الذي تعشقه الجماعات الحاكمة واصحاب المصالح والانتهازيين , يغلفه خطاب دوغمائي , لا ايديولوجية له , يبحث باستمرار عن مضمون يلصقه به ليمنحه الشرعية في الممارسة والقداسة في التبرير, و ينتظر الانفعالات الحاصلة لدى شعوبه التي يتفجر لديها المكبوت التاريخي , والارتدادية للزمن البعيد وعودة الذاكرة البعيدة , استجابة لخطابه الدعائي والتحريضي والتبريري , غافلا و متجاهلا ان التجارب المدنية اثبتت ان قوة الخطاب تكمن في الطرح المنهجي لمضامين اكثر كثافة وعمقا ,و قدرة على رسم مساحات اكبر للنقاش تمنح الفرص لاطراف متزايدة بالانخراط في عملية تهذيب و تفعيل الفكر الاجرائي الذي يمكن للشعوب أن تتحرك من خلال ما تملكه من بنى مجتمعية و اجتماعية مختلفة , وليس كحركة قطيع مندفع وسلوك للكتل البشرية المتراصة دون تنظيم مدني او قيمي ,ثمة تكمن بداية التبلور للوعي من خلال النقاش المفتوح و الحر ,و الذي معه تتشكل معالم  الموضوع و حقل المعرفة ليبدا الحوار و الجدل و التاسيس النظري لمرحلة لاحقة اكثر اشراقا. ان الجماعات المهيمنة و الخطاب المطروح يفضلان التعامل مع الشعوب كامتداد بشري افقي و ليس كمجتمعات أو قوى و تيارات و نخب , لانها تريد شعوبا بليدة و مطيعة, لاتقوى على الفهم , لتتاثر بالدعاية اكبر و تندفع اكثر مما هو منتظر منها و كأن الامر يخصها هي , مهمشة تقتات على ما تم اجتراره من التاريخ والتراث وفضلات المدنيات المتطورة ,ويعيش مثقفوها التملق والتاهي ,والتارجح بين المحافظة على مصالحها مع الشعب ,و مصادرة لقيم الوجاهة منه,او ضمان امتيازات مع السلطة المهيمنة ومستعدة للتوظيف الجيد من طرفها, لذا يتهم اغلبها بالخيانة والاستغلال والمتاجرة بوضعيات الشعوب , موهمة الناس بانها تفقه الامور الغامضة وتملك الحلول للقضايا المعقدة, من اجل ان تكون بديلة للواجهة المعروضة , بدلا من ان تعمل على تنوير الشعوب ومساعدتها على تحرير نفسها من مجموع السذاجات و الغباء والبلادة و الانفعالية الثورية الغير ناضجة, ليتم التعامل مع الواقع وتعقيداته , وكأن المسالة تراثية أو سياسية فقط  , لابعاد أي نقد أو مراجعة من على طاولة الواقع المعروض امام اغتيال العقل وتعطيل الية انتاج المعرفة وهيمنة الافكار والاحكام المطلقة التي تنزع نحو اللاهوت والقداسة برغم طابعها الخرافي ,من اجل أسطرة الاحداث والسلوكات والاشخاص , وبالتالي يتم تفريغ الشعوب من طاقات آلامها و أحلامها, وتفقيرها لتعيش و باسمترار حالة انتظار للمنقذ أو وضع متردد خوفا وطمعا ,أو الاندفاع والتهور الاحمق تحت اغطية مقدسة, فتهدم عالمها وتعيش التآكل والضياع , ولا تملك فرصة للتعلم طالما تقف أمام سلطة معيقات تزداد معها التوترات شدة و اللااستقرار تهديدا لأي مبادرة او تفكير , وتجهل أن ما اخرج الشعوب نحو افاق ارحب - عبر التاريخ البشري- هو نفسه الذي اعاقها وحولها الى اداة طيعة عندما تحول - هذا الرمز-الى سلطة منفصلة عن عالمه ومآسيه, فوجدت نفسها( يعني الشعوب) مرهونة دون قدرة على ايجاد مخرج من اوضاعها المتأزمة والمتوارثة وقد اغلقت الافاق و تلاشت الاحلام والامال والطموحات ( سواء كانت التجربة ايديولوجية او سياسية او دينية او فكرية أوحتى فنية...) , و أن عمليتا التحول والتطور تؤولان -عند سقف ما -الى تحجّر, وفي شروط ومتغيرات غريبة - مثل الجيولوجيا - تتحول مراحل مشرقة في التاريخ الى متحجرات تراثية , لايمكن التعامل معها الا من خلال عمليات الحفر واعادة قراءتها و اكتشاف القواعد التي تحكمت في منحنى فيزياء تاريخها وصيرورتها
ان العالم العربي وشعوبه لا يقعان في جزيرة مفصولة او كوكب  متميز , انهما جزء من مجموع التحولات الجيوتاريخية والتراثية والثقافية وفيزيا ء حركة التاريخ وكيمياء الثقافات والمدنيات وصناعة الانظمة وهيكلة المجتمعات وميلاد العقل بأنواعه وقضاياه المختلفة والمتناقضة في كثير من مراحل التاريخ على الارض ,ان جيولولوجيا التطور لا ينفلت منها العالم العربي الذي -يبدو بتصرفات شعوبه وحكامه ونخبه- يجهل القوانين الكبرى الفيزيائية لانبثاق أو انتقال أو هجرة المدنيات و زحزحة الصفائح التراثية من تحت ارضية البنى والهياكل ,او طغيانها على السطح مرة اخرى من خلال التصادمات الكبرى وليس بمجرد الاحتكاك والتاكل التدريجي ,ومجموع التحولات والعناصر التاريخية المهمة في الانتقال و البناء, انها شروط ايكولوجية الثقافة و توزيع المدنيات على الارض , وان تغييب اي طرف هو نفي لعمليات التراكم والتفاعل والبناء , و لكن قد يحصل تعطيل لعناصر كثيرة من اجل عمليات مستحدثة, ولن تكون ارض الامل كلها سهولا , فلا تتوازن جيولوجيا الحضارات والمدنيات دون توزيع متزن للقوى الفاعلة والمؤثرة في بناء الحياة
ان العالم العربي ينخفض بتعامله الى مستوى الطفل الذي يمسك بين اصابعه كما من الطين فيعجنها دون ان يمنحها روحا باعثة حية او شكلا مميزا , فينتهي الامر به الى تركها وقد اتسخت ثيابه وتبللت والتصقت قطع العجين بأطرافه و وجهه , ان هذا السلوك لا يرقى الى مستوى الصناعة, أو العمل الجيولوجي والتاريخ الجغرافي والجيوديزي الاكبر من اجل اخراج كوكب في مرحلة تطورية اكبر وارقى , ان العالم العربي قطعة من هذا العالم المتداخلة اطرافه والمتفاعلة عناصره ضمن صيغ كيمياء الحضارات وفيزياء الاقتصادي, التي تعرف جميعها اشكالا من التعرية الاجتماعية والتصحر الثقافي والمعرفي, لتتشكل بعوالمها أكوام من التنظيمات والهياكل المتضاربة دون احداث تراكم حيوي 
ان ما حدث وما يحدث بالعالم العربي من انفعالات وممارسات عنيفة , وتحت تأثير الدعايات والتحريض, وافلاس المنظومات ( المدرسية والمجتمعية والمعرفية , الموروثة والقائمة) قد بعثر معطيات الوعي البسيط وأفرز تنظيمات وحركات متباينة تعبّر عن تفجيرات للمكبوت التاريخي بعد عودته ,و طفو اللاوعي الجمعي العربي لمراحل جيولوجية النفس العربية محدثا انقلابات كبرى و كاشفا لعناصر ومواد مشوهة أو ناقصة , ليسمح بذلك للقوى الاجنبية بمزيد من التدخل والتغلغل داخل صفائح التكوين الاجتماعي و بأدوات مستحدثة تمكنها من توظيف عناصر الواقع العربي وتضاريس نظمه المختلفة وايكولوجية الحياة العامة به ضمن استراتيجيات اقتصادية وحضارية كبرى بغطاء دولي يسمح باعادة صياغة المنطقة وهيكلة بنيتها الجيو-ثقافية والدينية بما يتوافق والرؤى المستقبلية لمراكز الدراسات الاستراتيجية الراسمالية ومصالح القوى المتصارعة عالميا , بالطبع ستظهر معها قوى محلية هجينة لم ينضج نموها ودون ايديولوجية ,و في غياب عقد اجتماعي يلزمها الوفاء باتجاه الشعوب او النخب -الغائبة -, متقاطعة مصالحها الانية مع القوى الاجنبية وستعمل بالضرورة على ممارسة اشكال من القمع و التعرية والحتّ على شعوبها و ترويضها من خلال الحفر الدائم بخطابات وهمية خاوية من اجل دفعها الى الاستقالة العامة من الحياة , وعودتها الى اجتماع القطيع والقطعان والفردانية النتنة.ربما هو نهاية للدولة المستنسخة عن الاستعمار من اجل تنظيم سياسي هش يلتزم اكثر بعقوده مع الشركات والمؤسسات والهيئات الدولية, وتفكيك للمجتمع الموروث نحو اجتماع افقي لا تحكمه القيم و لا يعيش التنافس ,ولكن تتنازع عناصره من اجل اقتسام الثروة المعروضة والمرهونة للمصادرة والبيع. لقد تغيرت المفاهيم لكثير من الحقول كما تغيرت العلوم وحقولها ومصطلحاتها وتقنياتها ومناهجها , ولا يمكن قراءة الامور الا من خلال ما هو احدث , بما فيها الجيولولوجيا والسياسة, فلم تبق الجيولوجيا مجرد رسم وتحديد لطبقات متعاقبة امام قدرتها على منح التفسيرات المتعددة لما يحدث في النظام الايكولوجي المتغير وامكانية استشراف لافاق مستقبلية , وهذا ما يمكن اسقاطه على جيولوجيا السياسة والثقافة والتاريخ والمجتمعات العربية ,والامثلة متعددة في ذلك. الم تصبح السياسة حقلا من حقول الدراسة , وبدلا من ان يبقى للدولة مفهوما ثابتا وللديموقراطية-مثلا- كنموذج حكم سائد شكلا نهائيا , اصبحت اشكالية نماذج الديموقراطية واشكال الدول عبر التاريخ الحديث - على الاقل منذ قرنين- وصولا الى دولة ونظام ما بعد الحداثة وما بعد الايديولوجيا. الا يعصف هذا كله بما هو موضوع شكلا بالعالم العربي من بنى اجتماعية وسياسية وثقافية ولغوية , وتنظيمات مختلفة, وخطاب موجه, امام ازمنة جديدة وغريبة ومتسارعة ,هي الان تقترب من محيط العالم العربي , المتحجرة اغلب مساحاته والمتآكلة تحت تأثير عوامل الانجراف الحضاري المتنوعة      

لنحاول أن نقرأ  الامور  و بطريقة مخالفة لعرض الاحداث على الساحة العربية , والانطلاق من فرضيات اخرى : احادية :سوسيولوجية او جغرافية ,او مركبة : سوسيو ثقافية او جيوسياسية او سوسيو اعلامية ,,,اليس من استراتيجية الغرب ان يغير خطابه براغماتيا قصد تغيير اليات وقواعد اللعبة مثل ما يفعل بالرياضات الاولمبية والقوانين الدولية, اليس انفجار العالم العربي هو مجرد تنفيس لمكبوتات تراثية هامشية لا ترقى الى احداث نقلة او تغيير في مسار التاريخ الحضاري العربي , في غياب ملامح لمشروع نهضوي قائم , يسمح بمنافسة المدنيات الكبرى , او اشكاليات كبرى يشتغل عليها حول مصيره المرهون, او قلق وحيرة لدى من تتحرك على اساس انها نخب تحتل الساحة  , الا يمكن الاعتراف بان الطاقات العربية المعطلة تم تحويلها الى الية لانتاج العنف داخل المجتمعات العربية و توجيهه لعرقلة القوى الحية التي يمكنها ان تنتج وعيا مدنيا وحضاريا . هل السياسة فقط هي الحقل المهم في الحياة العربية , و هل الازمة العربية ترتبط بالسلطة , والسلطة السياسية فقط ,اليس انتاج المعرفة والتكوين والثقافة والتنظيم العمراني والصحة المدنية امور اساسية,بدلا من توزيع المعارف كالسلع الاخرى المستوردة برداءتها من مجتمعات الفائض, ألم يكن للغرب نية اعادة ترتيب العلاقات الجيوسياسية ورسم خريطة مستحدثة كبديل لمشروع سايكس بيكو لمرحلة ما بعد الحرب العالمية الاولى , ومشروع كيسنجر اثناء الحرب الباردة, والان مشروع ما بعد الحداثة و الذي بدا مع المحافظين الجدد بالولايات المتجة الامريكية
ألا يمكن اعتبار ان ما يحدث بالعالم العربي قد يدخل ضمن استراتيجية صناعة الوهم بان شعوبه قوية وقادرة على التغيير في الوقت الذي هي فريسة لمشاريع اقتصادية وثقافية كبرى جعلت منه مستهلكا ومهتلكا ,دون ان تتشكل مجتمعاته ( مجتمعات دون طبقات و بقيم متضاربة , عاجزة عن صناعة صيغة مدنية بسيطة , امام انتشار الجهل حتى بالامور الخاصة ) , أو ان أنظمته نماذج في الحكم العادل والقويم وتجربة رائدة , اليس ما يحدث يراد منه ان يهتم العربي بالمسالة السياسية فقط وينسحب ويستقيل من الحياة الثقافية والعلمية والمعرفية والاجتماعية , لتغرق مدنه في الجريمة والفوضى وانهيار منظومة القيم المدنية , وتأكل البيروقراطية النتنة مؤسساته  , و  يطحن الصراع حياته الاجتماعية  , و يفتقر افراده الى الوعي البسيط بحياتهم .اليس ما يحدث هو تمكين الغرب من ان يتغلغل اكثر في بنيات المجتمعات العربية وبصيغ وادوات اكثر خطورة . فهل فعلا ان الانظمة السياسية مفصولة عن العميات التطورية الكبرى للتاريخ , اليس للمنظومات المختلفة ( لغوية معرفية ثقافية عقائدية سوسيولوجية...)دور في صناعة وضعية تاريخية معقدة كالتالي يعيشها العالم العربي , وهل فعلا أن التاريخ تغيره الشعوب, وهل الشعوب وحدها هي الفاعل , أوليست الشعوب خليطا غير مميز
ان التحولات التاريخية الكبرى قد عرفت نخبا و رسالات و طبقات متميزة بوضعها السوسيو سياسي وحركات وعي عميقة , تزامن معها التغيير الذي يحمل في طياته قيما ,و مستحدثا ومحدثا في نفس الوقت قطيعة ابتستيمولوجية ,و راسما لمعالم متميزة لحركته. ان الحضارات والمدنيات لا تحكمها اجهزة الاستخبارات , ولكن تقودها مراكز البحث الابداعية والدراسات المتميزة و مكاتب العلم الدقيقة بمناهجها و الاكاديميات الذكية ,و حركية مجتمعاتها المنتجة و المنظمة و الواعية و المسؤولة - و ليس شعوبها - و الفرق واضح بين الاثنين سواء من الناحية المفاهيمية او التكوينية لكل منهما , لكن هناك فرق بين الخطاب ( مهما كانت طبيعته ومضمونه ) و العمل و الممارسات الفعلية الخفية و البعيدة عن الأعين , او حتى الظاهرة , اليس من الافضل التركيز اكثر لايجاد صيغا لقراءة ما حدث و يحدث, بالعودة الى - قرنين على الاقل - من اجل فهم تجربة الغرب مع العالم العربي , و الغوص في التاريخ العربي العميق قصد اعادة اكتشافه - حتى بالنسبة لاهله -, و لن يكون الامر سهلا دون صياغة اشكالية لدى من يعتبر بالعالم العربي مثقفا ومتعلما او اكاديميا , اليست هي ازمة ثقافة ومقف , او معرفة و مدرسة , او عقل و لغة , او لم تتحدد بعد المسالة التي يمكن الاشتغال عليها امام هاته الفوضى العابثة والاستيلاب المتعدد الاشكال و الوضعيات العاصفة بالهدوء و الاستقرار العربي النفسي و الاجتماعي و الثقافي و السياسي و اللغوي, و الهجرة و التهجير و الانسحاب من الحياة او الزحف نحو مساحات خارجية و بعيدة بحثا عن حالة هدوء وامل نسبي في انهاء الحياة دون استغلال أو فساد او ضياع عام وعارم 
ان المتغيرات كثيرة عما ألفه الناس ,فالاعلام أصبحت تحكمه الدعاية, و السياسات حاصرتها البراغماتية ,و القرار السياسي  لم يبق صناعه الحكام ,و الخطاب لم يكتف بان يبقى نصا ادبيا شفافا او تعبيرا شفويا يتحدث عما يمكن مشاهدته ,و الايديولوجيات تطورت الى اغطية وتعليب مجوف , في وقت أصبحت  سياسة الامر الواقع و كثافة المجاملات و المغازلات من اجل كسب مزيد من المؤيدين هي المهيمنة في تسيير القضايا المطروحة , و لا احدا بامكانه ان يحسم الامر لوحده ,و لا يريد ذلك- وان استطاع- لعدم استعداده لتحمل المسؤولية وحده طالما هو مرهون بيد شركائه أو من كان لهم الفضل حتى في ايصاله الى هرم السلطة ( سواء معنوية او رمزية , دينية ام سياسية ), كما لا يمكن التسليم بان تكون دولة باكملها اداة في يد اي قوة -محلية كانت ام اجنبية- و انما تتقاطع الجماعات بمصاحها وامتيازاتها المتنوعة في حقل السلطة مع اطراف اخرى افرادا كانت ام جماعات و مؤسسات , لذا حتى فكرة الراي العام اصبحت غير مهمة - امام سوسيولوجيا الجماهير-حتى تعمل الدوائر الرئيسية على توجيهه , لان اغلب نتائج الانتخابات تتم و تحسم بجزئيات مزورة و بنسب قلية للمنتخبين , لقد اصبحت السياسة مساحة ليست بالمهمة لان هناك من يؤدي الدور افضل منها :انها المؤسسات العالمية التكنوقراطية والراسمالية والبلوتوقراطية التي لاتلتزم بالاخلاق او الايديولوجيا او حتى الانتماء القومي وانما البحث عن مزيد من الربح والتهرب الجبائي قد يدفعها حتى لتغيير جنسيتها و شعاراتها , و تحول المتلقون للخبر الى مستهلكين و سوقا للمنتوج الاعلامي , الذي لا يرقى الى مستوى امتلاك الوعي , لان الخبر أصبح يصنع بالمكاتب ( كنيجة لتخمينات او افتراضات او تعامل سطحي مع الامر )التزاما باحترام النظام الاعلامي العام.لقد اصبحت السياسة و خطابها ,و المجتمعات و نظمها ,و الجماعات و انتمائها ,صناعة وسوقا تتاثر بالتحولات الطارئة كالبورصات العالمية , فحتى الكذب و الوهم و الاتهام تعولمت جميعها وهي التي تحكم العالم حاليا , لان النخب مصنوعة لتادية ادوار معينة و الشعوب ليست في مستوى ادراك ما يحدث لمستوى تكوينها الهش وانفعالها الدائم لامور ارهقتها وجعلتها غير جادة امام عودة المكبوت الجمعي ,لتتغذى على الطمع والانتظار والتهور, وتحركها الاحقاد والعدائية الزائدة , اليس هو بداية لزمن جيولوجي للشعوب والمجتمعات والدول امام التغيرات الحاصلة على مستوى الاشخاص والجماعات وعلى مستوى الذهيات والنفسيات والممارسات المتباينة بالواقع الغير مرصود, طالما هناك كما هائلا من السلوكات والتصرفات والاحداث التي لا يعرضها الاعلام ولا ينتبه لها الناس وليس هناك ادوات اشتشعار لتلمسها او افتراضها ,انه زمن جيولوجي لمدنيات مقبلة تتجاوز المالوف والمعهود والمتخيل , يبدا بانكسارات كبرى و انبعاث لمواد غريبة وبروز تشكيلات , ربما هي عودة لديناصورات سياسية وثقافية ودينية , او استنساخ لنماذج مستحدثة بأشكال غريبة و بأدوار تاريخية متميزة , او افرازات لتشكلات معقدة في ازمنة مناخ حضاري مركب ومتعدد الابعاد نحو افاق تزداد انفتاحا رغم ضيق مساحات الشعوب والحياة اليومية التي تتعاطاها

mardi 22 octobre 2013

الوعي الغائب وتزايد التفكك

وضعت العولمة والتغيرات الكبرى الحاصلة في  الحياة القائمة عالم الاشخاص والجماعات في مساحات التهديدات الكبرى المنتجة لحالات كثيرة من العنف والتفكك والانهيارات  وصعبت عملية بناء اشكاليات يمكن ان تسمح بميلاد نخبة بامكانها ان تؤسس لقطيعة نهضوية مع ما يعيق النفس ويكبل العقل ويفرغ الروح من طاقة انبعاثها بدلا من محاولة التعليق على حالات هامشية هي في الحقيقة صدى للتفاعلات الكبرى والاهتزازات العميقة التي تتم على مستوى الطبقات المعرفية والنفسية خاصة لدى المجتمعات والمدنيات المهيمنة بنموذجها المتعدد الابعاد في اشكال مختلفة ومتباينة تنتهي الى صيغ استهلاكية واليات وتطبيقات _بالمعنى التقني_ تدفع بالحباة الى افق مخيف  وثقيل وغير معقل  يصبح فيه انعدام المعالم امرا حتميا  و يزداد فيه الارهاق البشري ليحصل السقوط في مساحات ضيقة قاتلة او ميتة او التواجد في فضاءات التلاشي والخواء وحالات عدم التعيين المؤجة حلولها او النظر فيها, تزداد البلادة والسذاجة والغباء والحمق والتهور انتشارا , انها حالة اللاشيئ او انسان اللابعد ومع فقدان الذوق والتذوق يصبح الاستهلاك حالة من التقيئ الى مستوى التنازل عن الهو  واللانا والحركة خارج التاريخ , انه شكل من بعثرة الحياة والتفسخ يعصف بالسلطة والمسؤولية والمعرفة والانسان تصبح الجدليات الكبرى محل ازمة لاشكليات مستقبلية (الاله الانسان الدين العلم العاطفة الطبيعة الجنسية,,,) ان تبلور  اشكاليات كبرى تسمح بادراك المساحات واستيعاب الحقول وتجاوز الاسقف الخانقة سيهيئ لرسم معالم لارضية انسانية يكتشف فيها الانسان خطه في الوجود يحرر نفسه من الهة هابطة الى اله مطق يحوي كل المساحات وبداية رشد الانسان باعادة تجربة القراءة من حيث الوضعيات الحادة التي هي محصلة لتداخلات معقدة لعمليات متعددة الابعاد والامكنة والازمنة والمضامين والاليات الموضفة والتي اصبحت محكومة بقوانين التداعي والتسارع والحتميات الافتراضية والاكراهات التاريخية والجبر القهري مع صعوبة تحديد وضبط السلطة الفاعلة حقا , لقد اصبح الانسان يشبه الهاتف المحمول محمول داخل نظم وتنظيمات وبرامج وخطابات واجهزة وانماط ومواد منقولة ومهترية وصور متعاقبة ومقاطع وعمليات مفصولة وشحنات لاينتبه من منتجها انها الجياة المقطوعة والمنقطة والمتقطعة انه انسان اللحضة والحالة واللون والصوت انه وهم العبثيةوكابوس الهمجية