لنقف بوجه المراَة
15 août 2013, 22:23
اذا لم ندمّر بأعماقنا كبرياء عمياءنظلّ نحطّم ما تودّ الروح أن تصنعه حياء
نغذّي العداوة برغم الاخوّة ووحدة الدّم
نتمادى في الطّغيان نصنع العار والهمّ
نتيه في وضح النهار نهرب من أنفسنا
نمدّ أيدينا لمن بالامس داس عرضنا
نبيع بذلّ ما يمنح العزة اشراقا وحياة
نورث ونورّث العار فنزيد ظلمة الماساة
بعمقنا نخفي عجزنا بضحكة ساخرة
نلصق الفشل بمن معنا بنظرة ماكرة
بضعفنا نثقل من بعدنا بمسؤولية فاجرة
فهل نقف لوجه حقيقة بيننا قائمة
نتجاوز بجرأة مأساة أزمة عائمة
ونحيي حبا من الامّ أخوّة دائمة
ونصنع من الحاضر بسمة حالمة
ونشقّ بالغد طرقا للافاق غير اثمة
فلنسال ايامنا لماذا نحن فاقدي بعضنا
ولماذا السفر الذي يمزق بالايام وحدتنا
ويضيع غدنا لنربط الى الابد بذيل غيرنا
فلنعد الى انفسنا ولنقرا عالمنا وايامنا
فمن اسال دمعة اليتيم غير قساوتنا
فسقت ايامه بحضورنا حزنا طويلا
من شوّه بسمة البراءة غير سخريتنا
فغابت عن الحياة يعوّضها العويلا
من داس زهرة الكرامة في امتنا
فغدت بالانتقام تجعل الشريف ذليلا
من حطّم فتنة بالعمر سر ارادتنا
لتلد الامة في كل مرة جيلا عليلا
من فتت لحظة حضور العصر بوعينا
فاصبحنا نسقى بعضنا حقدا غليلا
نرضى بتفاهة تختفي وهي سافرة
تدّعي الشرف وهي للجميع عاهرة
ترجم ابنا عفيفا لم يلب لذة لها عابرة
من غيرنا تائه بزمانه وان كبر العذر
ضخّم التّافه سذاجة وأقلع الشجر
من غيرنا عاشق بالذل لغة فخر
وابناؤه اصبحت لماَدب السادة نحر
من غيرنا يبكي على ايامه وهي هدر
وان ظن به وشم اضحى عمره سكر
نحرق الغلة ونشكو حماقة قلة المطر
نغني للحرية ونوقّع بايدينا سلطة القهر
نسرق كحل العمى وندّعي اننا الحور
بضوء الشمس نحيا الظلام ونترقب القمر
كل ما عندنا محرّم وحياتنا كلها ضجر
فكيف ان كنا من الصخر نريد المطر
نرفض السهل كبرياء وبعجزنا نواجه الوعر
نؤلّه الرجولة مرضا ونخشى الغدر
ونغمس الانوثة دعارة ونعظّم القدر
ونخنّث الطفولة لعبة ونبكي الفقر
نقتل الكلمة خوفا وجهلا ونمضغ الشعر
نصنع من هزائمنا ولائم ونضحك دون ضجر
نعجن بأحيائنا وهم قتلى أبطالا بلا نصر
ونعشق الاطراء ويعرف الساكت انه مكر
نبيع الشرف ونعصر ما بقي للاطفال خمر
ونسكر الجميع والجميع سكارى وان هجر
عرب نحن ام مسخ العرق فصرنا اقنان
ام نحن هم الدين والدين عندنا اديان
ام ما هو منزّل فيه نقاش واللغو قران
ام نحمل همّ الانسان تهوّرا والدّور أعيانا
ام جميل ان نسهو دائما وهو محرّم احيانا
للجاهل وللسفيه عذره وللمجنون شقاء
لانه في كل شرع حقّ مباح يجوبه الرعاء
للمعتوه سلطة واستخفافا يفرض الولاء
تجفف الكلمة الحرة وان فهمت تشنق
وان لم تستسغ ففي الارحام تختنق
وما عند السادة وان كان هراء يعتنق
نظل نطهّر مقدّساتنا من بولة الاعراب
وان لم يفعل خوفا فانه واقف بالباب
كل بفوضاه وان تحرّك يختفي بالكتاب
فالسيد قن والقن سيده والحر بلا عتاب
العار ظلم وان سكت اهل الشرف حياء
والذل يهواه الانذال وان بدا الكرم لهم رداء
والحق يعرف اصحابه وان تطاول السفهاء
والدهر كاشف الجور والصدق في الغيب عطاء
لنقف بوجه مراَة الزمان نتامل عمق ذاتنا
فالصورة انعكاس واهم وليست حقيقتنا
واللون حالة وان كان الوجه بابا لاحوالنا
والشكل ظاهر والرسم مظهره وبينهما سرنا
الواننا الباهتة بالمراَة تقابلها بالزمان الوان
فاي لون نجيب حقا ان نطق المكان
ام نقبل الوهم بلا نور بعيدا عن الامان
فكيف و مراَتنا باعماقنا نتجاهلها خوفا
وقراءتنا في الصمت نفيا ومع المراة زيفا
نرفض الوان الربيع والواننا باعماقنا صيفا
فهل نسال المراَة ونحن بالسر نهابها
ام نكشف انفسنا والتاريخ ردم اغوارها
ام نفضّل اللعبة لنبقى اطفالا تعشق لحظتها
ويعلو صراخها فتجهل بسؤال الزمان حقيقتها
وكلامها لغو وان نطقت فهي صماء وبكماء
لا ترى الاّ نفسنا ولعبتها بغريزتها العمياء
بالت بمنبع روحها فمسخت صورة صماء
فمن يقرا من وهل عرف القراءة غير الانبياء
ومن يسال من وهل وقف بباب الحقيقة غير العلماء
وامام اي مراَة نقف وهل راى الحق غير الحكماء